الأستاذة الفاضلة حنان
لا شك أنه ليس هناك خطأ مائة في المائة و ليس هناك صواب مائة في المائة , فالقاضي مثلا الذي يحكم بين الناس هو رمز العدل , و لكن هذا لا يعطي مصداقية بأنه لا يخطأ , ليس فقط أنه يخطأ في أداء عمله كاصدارالحكم مثلا و لكنه يخطأ أيضا في ممارساته لحياته الخاصة ,, وبالتالي أيضا هناك كثير من حكام الدول و الأمم أخطأوا في حق شعوبهم , أحيانا يخطئوا مضطرين , و أحيانا يخطئوا بعفوية و أحيانا يخطئوا مع سبق الإصرار و الترصد . و هذه هي الحياه التي نلمسها جميعا في العالم بأسره
حين عصي إبليس أمر الله عز و جل , كان قد أخطأ , وكما يتضح لنا أن هذا الخطأ مقدر و يحتم حدوثه حسب التفكير الإلهي سبحانه, و ذلك لاكتمال حكمة الحياة التي نحياها نحن البشر علي وجه الأرض , و هكذا , الخطأ وارد علي مر الزمان و علي مر الأماكن و علي مر الأجناس . قد نسلم به لأنه له أسباب غيبية لا نستطيع إدراكها بالكامل في زماننا الذي نعيش فيه , ربما يأتي هناك زمنا آخرا ما في المستقبل تتكشف فيه هذه الأسباب الغيبية.
أعتقد أنه لا بد أن يكون هناك خطأ حتى تكتمل الحكمة , و لكن الصراع كما ذكرتي يا أستاذة حنان في مقالتك هذه , الصراع الفردي أو الجماعي علي الإصرار علي أن تحليل أوتقويل الخطأ بأنه صواب فهو يعود الي الخبرة و التجربة المكتسبة لهؤلاء المتصارعين في المكان و الزمان و هي حالة ذهنية و فيها نسبية كما ذكرتي في مقالتك.
و لكني عندما قرأت عنوان مقالتك هذه كان قد ورد الي ذهني مباشرة صدى النظرية التي استخدمتها السياسية الأمريكية في استدراج دول العالم خلفها لمحاربة بما يسمي بالإرهاب و التي قد تمخضت عن هذه النظرية الدماء التي تسيل في الصراع القائم الحالي في الشرق الأوسط.
قصة الفيل هي صورة رمزية لهذا الصراع أو النزاع , و لكن النظرية ( من ليس معنا فهو ضدنا ) , فأنا أراها نظرية غايتها سياسية , قد تكون قد ساهمت في اشتعال هذا الصراع الدامي , هذه النظرية هي ابتكار الثقافة الغربية أو بمعني أصح ابتكار السياسية الأمريكية لحماية نفسها في شكل قانون عرفي غربي بشرى, أما القانون الإلهي فهو ينهج نظرية أخرى ربما أطلب من السادة القراء المشاركة فيها .
مع تحياتي
Bookmarks